هل أنت موجود؟ هل أنت بيننا؟ هل يترقب أحدهم قصتك؟ هل يرويك أحدهم كقصة؟ هل تخيلت يومًا ما أنك نفسك قصة تريد سماعها على لسان راوي أو مشاهدتها في فيلم ما؟

" القصة هي قصتنا التي نرويها لأنفسنا، والشخص الذي ليس لديه قصة ليس موجودًا". بهذه الكلمات ألهمنا الرائع كابور أحد أشهر صناع الأفلام ورواة القصص في حديثه على منصة TED

ولكن نحن الآن على مشارف شئ مختلف وأكثر سحرًا، نحن الآن على متن طائرة تسمى "السر وراء الـ Story-telling".

هيا بنا نبدأ رحلتنا؟ هيا بنا نروي قصة

منذ قديم الأزل حتى يومنا هذا كنا نستمع لأجدادنا وأبائنا عن قصص مختلفة مثل "أمنا الغولة، الشاطر حسن، ريما وحليمة وفطيمة وغيرهم الكثير والكثير".

تأثرنا وتعايشنا معهم حتى ظهر عصر أفلام الكرتون كما كنا نطلق عليه، فأحببنا واعتدنا مشاهدة أفلام مثل: "Beauty and the Beast" و"Finding Nemo" و"Snow White and the Seven Dwarfs" مرورًا بـ"Toy Story" و"Frozen" و"Inside Out" و"Monsters Inc."

لم تكن هذه الأفلام تخاطب الأطفال فقط بل كان الكبار قبل الصغار يتردد على السينمات لحضورها وهذا ينقلنا لسؤال وقصة أخرى.

هل نحن ككبار نفتقد طفولتنا فنهرب إليها في مشاهدة هذه الأفلام؟ أم هناك سر ما وراء هذه الأفلام حتى تجذب الكبار قبل الصغار لمشاهدتها بكل شغف؟

بالطبع سوف أميل بعقلي لأول تخمين فنحن نفتقد طفولتنا دائمًا، ولكن سوف أميل بكل عقلي وقلبي وكياني لثاني تخمين، فأنا أحب الأسرار وسوف أجعلك تؤمن بها كما أمنت بها مسبقًا.

السر يا عزيزي في فن سرد القصة أو الـ Story-telling، كما قال "أندرو ستانتون" في حديثه على TED: "لا يمكنك أن تحب أحد إلا بعد سماع قصته".

فنحن أحببنا عالم ديزني وبيكسار لأنهم سردوا لنا قصصًا مست قلوبنا، فكشفت عن عوالم أخرى بداخلنا لم نكن نعلم عنها شئ، حتى شاهدنا Inside Out وتعاطفنا مع أنفسنا قبل تعاطفنا مع Riley بطلة الفيلم، عن الكم الهائل من تضارب المشاعر الذي نمر به طوال يومنا!

كيف استطاع راوي هذه القصة أن يؤثر علينا جميعًا بلا استثناء؟ كيف لمس هذا الوتر الحساس بداخلنا بكل هذه القوة والجرأة؟ 

نحن أيضًا لدينا الإجابة على هذه الأسئلة ولكن دعوني أغششكم جزءًا من الإجابة: 

أتذكر كلما شاهدت فيلم Tinker bell، بث في نفسي النشاط والمهمات المستحيلة وأنني لم أولد لأكن شخصًا عاديًا بالطبع يجب أن أغير مسار العالم. يجب أن يُرسخ اسمي وأصبح بطلة قومية كما أصبحت تينكر بيل، كم أجد نفسي ولحياتي مغزى في هذا الفيلم حقًا!

أعتقد أنك تتخيل الآن كم عانى روائيين أو Story-tellers هذه الأفلام في جعل مجرد رسوم متحركة، تحكي قصص هي بالأصل قصصنا وتؤثر في دواخلنا بهذه الطريقة السلسة، يمكن أن تطلق عليها "السهل الممتنع، أما أنا أسميها لحظة الحقيقة. في لحظات الحقيقة كل شئ ممتنع ولكنه سهل!

هل توقعت الإجابة؟

بالطبع هي كذلك، لا تكمن المعضلة في الحقيقة، ولكن تكمن في الوصول إليها. فإذا كنت رواي أو Storyteller وأردت كتابة قصة مُلهمة ومؤثرة، لا تسرد قصة تجعلها حقيقية، ولكن انتظر لحظة الحقيقة وتشبث بها جيدًا ثم أترك عنانك بعد ذلك وسوف تحصل على كل شئ فيما بعد!

كما قال كابور: "إذا نلت خمسة لحظات عظيمة من الأمور الرائعة وليدة تلك اللحظات في سرد قصتك في فيلمك، فقد نلت كل شيء".

حسنًا.. ماذا بعد التقاط لحظة الحقيقة؟

إليك هذه الخلطة السحرية يا صديقي، إليك السر كله:

1- اجعلني أهتم

اسرد لي معاناة البطة القبيحة التي نبذها أخواتها، وأصبحت بلا مكان وسطهم، واجعلني مهتمًا بما سوف يحدث لاحقًا.

2- خذني معك

في قلب أي قصة لابد أن يولد وعد، رحلة، لغز أو مشكلة يأخذني معها ويجعلها تستحق السماع أو المشاهدة، كما قررت البطة القبيحة أن تعيش مغامرتها في عالم بمفردها!

3- كن مُتعمدًا

كن مُتعمدًا أن تضعني في قلب الأحداث، كما جعلت البطة القبيحة أو The Ugly Duck تحاول أن تبحث عن هويتها وأن تجعل نفسها مقبولة وسط أخواتها.

4- اجعلني أُعجب بك

عندما تراني مندمجة في الأحداث، اجعلني أحب شخصيات القصة أو على أقل تقدير البطل، كما تحملت البطة القبيحة التجارب والمحن في السعي لتحقيق الهدف المنشود.

5-اجعلني سعيدًا

اسحرني معك، اجعلني أنسى نفسي حتى ولو لفترة وجيزة من الزمن، كما تحولت البطة القبيحة لبجعة جميلة عندما كبرت ولاقت نفسها مقبولة وسط أقرانها وأخواتها.

أنت عزيزي القارئ هل لك بهذا التحدي؟

تخيل معي أحداث مختلفة لفيلم الجميلة والوحش، لو لم تخرج بيل أباها من السجن وتضع نفسها هي مكانه، لو تركت أباها بداخل السجن. هل لك أن تتخيل شكل الأحداث بعدها؟ هل لديك القدرة على سرد قصة مختلفة تنتهي بنفس النهاية السعيدة؟

إذا كنت قد قبلت التحدي، ارسل لنا قصتك عبر البريد الإلكتروني info@mediastaa.com، وضع في الحسبان أن تكون قصتك بها وعد، حقيقية، غير مملة وغير متوقعة وبالتأكيد مُلهمة.

وذكّر نفسك دائمًا: "أنا أروي قصة، إذا أنا موجود!".