رحلتك في كتابة السكربت بداية من استلام البريف
برنامجك المفضل، أفضل فيلم رأيته في حياتك، البودكاست الذي ترغب في سماعه باستمرار. كل تلك الأشياء ما هي إلا أنواع مختلفة من المحتوى تندرج تحت مظلة كبيرة ورائعة، وهي عالم كتابة السيناريو أو السكربت "script writing".
إذا كنت ترغب في اكتشاف أسرار ذلك العالم المدهش، استعد الآن للأقلاع معي في رحلة ثرية بداية من استلامك البريف، وصولًا لكتابة السكربت خطوة بخطوة.
صديقي العزيز البريف.. أهلا
لن تتمكن أبدًا من كتابة محتوى دقيق دون وجود ذلك الصديق المتعاون "البريف"، لكن لكل نوع من أنواع المحتوى طريقة خاصة لصياغة بريف مناسب له، لذا يجب أن تعرف جيدًا ما الصياغة المناسبة للسكربت الذي سوف تبدأ في كتابته.
البريف تستطيع معاملته كإنسان تقابله صدفة في حياتك لأول مرة، لذا يجب عليه تعريف نفسه لك أولًا، ما نوع ذلك البريف للسكربت المطلوب هل هو:
- بودكاست.
- فيديو رسوم متحركة.
- حلقة لبرنامج على اليوتيوب مثل برنامج ميديستا.
يجب تحديد نوع السكربت في البداية، ﻷن كل نوع من الأنواع السابقة التي ذكرناها يختلف عن الآخر من حيث الأسلوب والكم والمعلومات، بالاضافة لتحديد الغاية منه والرسالة المراد تقديمها، هل هي للتوعية، أم تعليمية، أم للتسويق لمنتج ما، وتعريف الجمهور المستهدف والمنافسين.
تخيل عزيزي الميديستاوي إنك الآن بين يديك بريف يحتوي على الآتي:
" أنا بودكاست أجدادنا الماركتيرز في ميديستا، رسالتي الأساسية تقديم معلومة تسويقية بشكل ممتع ومبسط، عن طريق سرد حكايات قديمة عن ماركات عالمية ومحاولة تطبيقها على واقعنا اليوم." والمطلوب منك هو تحويل تلك المعلومات إلى سكربت كما هو مطلوب، فـما تلك الخطوات التي يجب القيام بها خلال تلك الرحلة؟
لمعرفة الأجابة على ذلك السؤال يجب علينا الانطلاق لمحطة جديدة لبداية مراحل أعمق في رحلة الكتابة.
هل تستطيع تلخيص قصة السكربت في جملة؟
تلك اللحظة التي تمر عليك وأنت تنظر في الصفحة البيضاء الممثلة أمامك، محاولًا بكل جهدك أن تتحرك الحروف من رأسك وتركض لتقفز على ذلك البياض الناصع لتشكل عليه حكايات جديدة.
أعلم مدى قسوة تلك اللحظة لكنها تحتاج بعض الترتيبات البسيطة والمنظمة فقط لتمر بسلام، بداية من الكلمة السحرية وهي " البحث".
- بحث عن الـ tone of voice للبراند الذي تقوم بالكتابة له، ويمكنك القيام بذلك عن طريق الاطلاع على الأعمال السابقة المنشورة للبراند والبحث في الفئة المستهدفة.
للاطلاع بشكل أكبر على طرق البحث في الـtone of voice قم بتصفح ذلك المقال: Brand Voice: هل صوت علامتك التجارية مسموع بشكل جيد؟ - البحث عن مصادر موثوقة قدر الإمكان، لتستطيع بناء مصداقية بينك وبين جمهورك.
- البحث عن طريقة سليمة لتسلسل الأحداث في كتابة السيناريو، عن طريق تحديد الشخصيات والأبطال في السكربت منذ البداية قبل بدأ الكتابة، وتحديد مدى اتصال بداية قصتك بنهاياتها.
بعدما قمت بجمع المعلومات اللازمة لبدأ الكتابة، هل تستطيع أن تلخص فكرتك للسكربت في جملة واحدة؟
إذا بدأت في تنفيذ البريف السابق لكتابة سكربت لبودكاست أجدادنا الماركتيرز وقررت كتابة حلقة عن رحلة صعود نيتفليكس "Netflix"
يمكنك سماع حلقة ما وراء النيتفليكس من هنا: https://podu.me/shows/show/94/ajdadna-almarktyrz?play=1433
قم بكتابة جملة واحدة تلخص تلك القصة التي على وشك تحويلها لسكربت، مثل "الشركة التي قررت أن تصنع عالمًا مختلف لها وانتصرت على أكبر المنافسين".
ثم ابدأ بعدها مرحلة "شخبط، رتب، ارسم":
- شخبط افكارك المتناثرة تحت تلك الجملة على الأوراق.
- رتب تلك الأفكار لتختار منها الأفضل.
- ارسم خط الاحداث الخاص بك من البداية للنهاية، لتجعل كل منهم مكملة للأخرى.
نوع السكربت هو بطل حكايتك
البريف يخبرك في بدايته بأهم نقطة في رحلتك مع السكربت وهي نوعه، وقد ذكرنا ثلاث أنواع في بداية حديثنا وقمنا بالتأكيد على اهمية التفرقة بينهم، لأن كل منهم يحتاج طريقة مختلفة في الكتابة من حيث الكم والمعلومات.
لكن لنجعل الأمر أبسط بعمل تلك المقارنة…
إذا بدأت في كتابة بودكاست، يجب أن تدرك في خلال رحلتك مع كتابته أن متلقي ذلك المحتوى يعتمد على خياله فقط من خلال الاستماع لك، لذلك يجب أن تكون كلماتك مؤثرة، موضحة أحداث قصتك بشكل مفصل، بالاضافة إلى صياغة الاحداث بشكل سلس ومشوق.
أما إذا كان المحتوى فيديو، يتحول المستمع إلى مشاهد، وفي تلك الحالة كلما كان السكربت مختصرًا ومفيدًا سيكون أفضل، لأن أي زيادة في التفاصيل بدون سبب واضح، يمكن أن تصيب المشاهد بالملل.
كيف يضيف فن الـ storytelling للـ script writing المزيد من المرح
ليست الجدات وحدهن من لديهن القدرة على حكاية القصص لنا قبل النوم، كل شخص فينا بداخله صانع حكاية مجتهد، جميعنا نرغب في أن نروي قصصًا عنّا، وجميعنا أيضًا نحب الاستماع للقصص.
لذلك استخدام فن الحكي خلال كتابتك للسيناريو أو السكربت يجعل منه الأفضل، لكن كل طريق له خريطة خاصة به، وخريطتك لاستخدام فن الحكي في كتابة السكربت هي بعض القواعد البسيطة.
-
ابحث عن القصة
بعد تحديد فكرتك الأساسية التي بُني عليها السكربت، قم بتغليفها بقصة بسيطة لنكمل مثالنا على حلقة البودكاست ما وراء الـ Netflix.
- يجب أن يكون لقصتك بطل رئيسي: في ذلك المثال البطل هنا نيتفليكس.
- حدد نقطة الصراع في القصة: الصراع بين نيتفليكس ومنافسها الأكبر لوك باستر ورحلتها في الانتصار عليه.
- حدد بدايتك للقصة: اخلق صراع من البداية لتجعل المتلقي يرغب في الاستماع لك ومعرفة نتيجة ذلك الصراع، مثل الصراع الذي واجهه مؤسسين نيتفلكس في البداية وهو اضطرارهم لاستخدام أقراص الـdvd، والتي كان عدد المستخدمين لها في تلك الفترة يكاد يصل لـ10%.
اجعله يشعر أنك سوف تخبره بسر لم يعرفه من قبل، مثل أن نيتفليكس كانت توزع خدماتها في البداية عن طريق البريد، وتلك الطريقة تعتمد عليها حتى الآن في بعض البلاد. - اخلق نهاية مرضية: احترم عقلية المستمع واخلق له نهاية متصلة بأحداث حكايتك ومبنية عليها.
يمكنك أيضًا قراءة مقالنا: السر يكمن في الـ Story-telling
-
لا تكتفي بالقول، بل اجعلني أرى كلماتك
لا تخبره خلال الاستماع لكلماتك بأن نيتفليكس استطاعت هزيمة لوك باستر، الشركة التي سخرت منها ورفضت مشاركتها.
بل اجعله يتخيل ذلك المشهد وكأنه متمثل أمامه ويشاهده، احكي له عن تفاصيله وأحداثه لتجعله يشعر به.
-
اعطي المتلقي أسباب تجعله يستمع لك للنهاية
على مدى روايتك لقصة السكربت، جدد الصراعات والأحداث التي تواجه أبطال حكايتك، لتجعل المتلقي في حالة تشويق دائمة ومترقب للحدث القادم خلال رحلته في الاستماع لك. اجعله يشعر معك بقصتك، مثل شعوره بالغضب، أو المرح، أو البكاء، اجعله يشعر بأنه جزءًا من الأحداث التي تحكي عنها.
في النهاية أدرك أن رحلتك خلال كتابة السكربت شاقة، لكنها تستحق مقابل كم المتعة التي سوف تشعر بها خلالها، لأنك كـscript writer الوحيد الذي يستطيع صياغة عالم مصغر بعيد عن عالمنا بقواعدك الخاصة، ومساعدة كل من يقرر الدخول لعالمك؛ في الشعور بمتعة الخيال والحرية.