من المثير أن تكون في المستقبل، ولكن ماذا لو شاركت في تطويره؟ بل ماذا لو كنت أنت المستقبل؟

منذ الإعلان عن انضمام شركة فيسبوك وما تملكها تحت مظلة شركة ميتا (Meta)، والجميع يتساءل عن ماهية تقنية الميتافيرس والهولوجرام، وكيف ستغير العالم كلياً. 

في رحلة الافتراض فيها هو الواقع بعينه (عين الواقع)، ومع ضيوفنا من المستقبل، كان حوارنا بميديستا على منصة (Clubhouse) تحت عنوان ميتافيرس ميديستا (Metaverse Mediastaa). 

ضيوف هذه المقابلة

على عكس مقابلاتنا السابقة، قررنا هذه المرة استضافة مجموعة من الأشخاص، وذلك حتى يتسنى لنا الحديث عن الموضوع من أعين العديد من المختصين؛ في محاولة لفهم المستقبل. لذا، كان ضيوفنا في هذه المقابلة:

  1. أسامة الشرقاوي: مهندس متخصص في تطوير الواقع أنظمة الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

درس علوم الحاسب من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ثم حصل على دبلومة تطوير الألعاب من معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI). خلال سنوات خبرته لأكثر من خمس سنوات، عمل بمشروعات في مجالات متنوعة مثل: التعليم والطب والعقارات والتسويق والإعلان، وقطاعي الترفيه والسياحة.

  1. محمد سمير: مصمم خبير في الواقع الافتراضي والواقع المعزز

باحث في كلية الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي، ومصمم لمحاكاة الطيران بالواقع الافتراضي والألعاب ثلاثية الأبعاد.

  1. يوسف ربيع: متخصص في تحليل بيانات 

درس فيزياء في جامعة زويل، شغوف بالرياضيات وعلوم الحياة والعلوم الإنسانية والاجتماعية. في كل المشروعات التي يشارك بها، دومًا ما يحرص على تجميع خبراته واهتماماته المختلفة لإنتاج حلول واقعية فعالة بناءً على تحليله للبيانات.

كيف بدأت قصة الميتافيرس؟

صرح مارك عن انضمام شركة فيسبوك ومنصاتها تحت راية ميتا (Meta)؛ لتكون ميتا هي الشركة الأم. ولكن هذا ليس بمجرد تغيير في الهيكل الوظيفي أو التدريجي للشركات، بل إنه إعلان عن عصر جديد سيجعلنا نعايش تفاصيل حياتنا اليومية في العمل أو الحياة الشخصية باستخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز (VR and AR). 

ومن خلال هواريزون (Horizon) -وهي المنصة التي ستحاكي هذه التقنية- سيكون بإمكان كل شخص تصميم المكان الذي يريده، وتحديد الأنشطة التي سيقوم بها، وأوضح مارك أن ظهورنا في الميتافيرس هيكون على شكل هولوجرام أو أڤاتار. فمثلًا، يمكنك أن تحضر حفلاً أو فعالية في مكان ما دون تواجدك في المكان بنفسك، فوجودك في الحفلة سيكون افتراضيًا. 

هنا كان سؤالنا لأسامة عن ما هو الواقع الافتراضي والواقع المعزز؟

الواقع الافتراضي المعروف اختصارًا بالـ (VR)، هو تصميم مساحة من الفراغ افتراضيًا ثم تطويرها برمجيًا، ويتم استخدامها بواسطة نظارة خصيصًا لها، والتي بدورها تجعلك تعيش في عالم موازٍ كليًا. 

والواقع المعزز أو الـ (AR)، وهي أن تستخدم شيئاً مصمم افتراضيًا وتضيفه إلى بيئتك أو مساحتك الواقعية. 

          

واستكمل أسامة حديثه عن كيفية تطوير هذه التقنيات برمجيًا وقال: أولًا، يتم تحديد نوع وشكل البيئة ما إذا كانت في الفضاء أو في الطبيعة أو أعماق البحار، ثم يتم رسمها ثلاثية الأبعاد، ورسوم الأڤاتار التي تمكن كل مستخدم من تحديد مظهره من حيث الشكل والملامح والملابس، ثم يتم تطويرها برمجياً مع النظارة؛ ليصبح المستخدم قادرًا على محاكاة هذه البيئة والتعامل معها افتراضيًا، بل والتفاعل معها أيضًا. 

وأكد على أن المطورين يعتمدون في بناء التطبيقات والألعاب على محركات الألعاب (Game Engines) والوحدات ثلاثية الأبعاد وغيرها من الأدوات المستخدمة لإنتاج تطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

ما هي أهمية استخدام تقنيات الـ AR and VR؟

كان سؤالنا لمحمد، فأجاب: استخدامات الواقع الافتراضي والواقع المعزز متعددة ومتنوعة، ولكن تكمن أكبر أهمية لاستخدام هذه التقنيات هي توافر القدرة على اختبار الأشياء وتجربتها قبل استخدامها في الواقع. من أمثلة هذه الاستخدامات:

1. مجال التعليم

في مجال التعليم، يتم تصميم كتب المناهج الدراسية بطريقة تفاعلية، فيتم تصميم العناصر التي يتم دراستها بطريقة ثلاثية الأبعاد، ثم يتم تطوير تطبيق بالواقع المعزز ليتم إظهار هذه العناصر في البيئة الحقيقية للطلاب.

كانت هذه أمثلة لتطبيق الـ (AR) في المناهج بالسعودية، فمن ضمن العناصر كان الهرم، فأصبح الطالب قادرًا على رؤية الهرم محاكيًا للحقيقة، ويدرسه من جميع الاتجاهات ومعرفة شكل الحجارة والنسبة والتناسب بين أبعاده، وبالمثل فكل المناهج تفاعلية. 

   

2. العلاج النفسي

كما تساهم تقنية الواقع المعزز في العلاج النفسي، حيث يتم استخدام تقنية الواقع الافتراضي في علاج بعض أنواع الفوبيا مثل القفز من فوق المرتفعات أو التواجد بالأماكن المغلقة، أو التواجد بالمسطحات المائية، وذلك عن طريق خوض التجربة افتراضيًا بلبس النظارة، فيساعده ذلك على التغلب على مخاوفه وعلاجها. 

3. التدريب على إدارة المواقف العصيبة

في التدريب على إدارة المواقف العصيبة مثل تدريب فرق الإنقاذ بالطائرات. فبدلاً من إحراق مكان بالفعل -مع اتخاذ الإجراءات الأمنية- ولكنها مكلفة ماديًا وبها نسبة من المخاطرة أيضاً. فمثلًا يُصمم نموذج ثلاثي الأبعاد لغابة تحترق وتطويرها في تطبيق (Application) لتقنية الـ (VR)؛ ويتم التدريب على نموذج لطائرة بنفس المساحة والأبعاد والتفاصيل الداخلية.

يقوم المتدرب بلبس النظارة ليجد نفسه يحاكي حريقة لغابة ما؛ فيتبع التعليمات لإنقاذها. وبهذا نكون قد حافظنا على سلامة المتدربين أولًا والبيئة ثانيًا، والاقتصاد في التكلفة المادية للتدريب ثالثًا. بالإضافة إلى استخدامهما في مجالات التسويق والتجارة الإلكترونية والترفيه وخصوصًا في المنطقة العربية مثل موسم الرياض.

اتجهنا إلى يوسف بالسؤال عن تنبؤاته للمستقبل وعن الآثار النفسية التي ستلحق بنا مع الاندماج مع الميتافيرس وعن ماذا لو لم نستطع تطويع التكنولوجيا بكل تطوراتها؟ 

بناءً على ما نعايشه اليوم للاستخدام السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي، سواء كانت في انتهاك خصوصيات الغير أو حتى استهلاك الوقت، وأنها أثرت سلبًا على الأطفال والمراهقين، وبدون الوعي الكافي؛ أصابت البعض بأمراض نفسية مثل الاكتئاب أو التوحد أو الشعور الدائم بعدم الرضا، وأيضًا على قدرة المخ للقيام بوظائفه بشكلٍ طبيعي.

فهنا كان ضروريًا طرح سؤال حول التنبؤات بمستقبل هذه التقنيات من الجانب النفسي، وإذا قد تؤدي إلى مشكلة معينة.

عقب يوسف أولًا على أن جميع التقنيات التي طرحها مارك هي ليست وليدة اللحظة، ولكنها بدأت من عدة سنوات وتنافست شركات عملاقة مثل جوجل ومايكروسوفت وتسلا في تطويرها، وهي مستخدمة بالفعل مثلما ذكر أسامة ومحمد، ولكن تلك الشركات لم تعلن عنها بالشكل الجلل الذي أثار الجدل مثلما فعل مارك، وأيضًا شركة مثل مايكروسوفت، اهتمت أكثر بالجانب المهني في حياتنا، ولكن كما أوضح مارك في عرضه التقديمي أنها ستشمل جميع جوانب الحياة والروتين اليومي. 

في أثناء مطالعتي لبحث يناقش القيام بعدة مهام معًا أو الـ (Multi-Tasking) وتأثيرها على التركيز والانتباه والوظائف الذهنية، وعلى عكس اعتقاد بأن القيام بعدة مهام هو أمر جيد، فالحقيقة هي عند قياس الأداء وُجد أن أداؤهم أسوأ من المتوقع.

لكن هذا ليس فقط ما قد يؤثر على أدائنا؛ فباقتحام السوشيال ميديا لجميع جوانب حياتنا ومقارنة بالوضع الحالي والوقت المستغرق أمام الشاشات (Screen Time)، أصبح من الصعب تدارك بعض الشعور مثل الملل؛ لأن مواقع التواصل الاجتماعي قادرة على سد جميع الفراغات في يومنا، مما ينعكس سلبًا على قدراتنا الذهنية وإنتاجيتنا في العموم. 

وبطبيعة أسرتي وكوني الأخ الأكبر واحتكاكي الدائم بالأطفال في أعمار مختلفة، واهتمامي بتربيتهم والمؤثرات النفسية، وامتلاكهم لـ (Smartphones and Tablets) في سن صغيرة؛ أتاح لهم الفرصة لدفع الملل عنهم في أي وقت وأي مكان عن طريق الألعاب واستخدام بعضهم لمواقع التواصل الاجتماعي.

أدى ذلك إلى تنمية سلوك عدم الصبر على أي القيام بأي نشاط مثل المذاكرة اليومية، وسلوك مثل التمرد -خاصة تجربة الأشياء الجديدة- أو اتباع بعض النصائح والتعليمات، مع مراعاة الفروق الفردية وطبيعة الشخصية بين كل منهم. 

وإتاحة تقنية مثل الميتافيرس للجميع وخاصة الأطفال والمراهقين، سيساهم في التأثير على قوة الإرادة والتقليل من القدرة على التأقلم مع أي وضع جديد أو أي وضع يراه غير مرضي له، فالآن أصبحت لديه الفرصة والقدرة على خلق البيئة التي يريدها افتراضية والانغماس بها. 

وبزيادة حجم الافتراضية التي يمكن أن توفرها شركة ميتا، ستزداد معها احتمالية إخفاء هويتنا عن الغير بشكل كامل، بداية من مواصفات الأڤاتار الخاص بنا، وصولًا للأخلاقيات والمعتقدات، وأيضًا تجنب الخوض في محادثات طويلة، التي بدورها ستكشف جانب ما في شخصيتنا نريد إخفائه، وبالطبع اختيار أوقات الظهور والاختفاء دون مراعاة أي اعتبارات للغير؛ وبدون تهويل للموقف فنحن نعايش هذا الآن ولكن على نطاق أقل.

التمرد على الواقع

هنا شاركت أروى بأن الفراغات في يومنا قد اختفت بالفعل وتداخلت تفاصيل يومنا مع بعضها، وأضافت أن شخص ما شاركها تجربته مع نظارة الـ (VR)، وأنه شعر بعدم الرضا عن واقعه بعدما قام بتجربة العالم الافتراضي وأصبح لديه الشعور بالتمرد.

الانخراط في مجتمعات مختلفة عن ثقافتنا

استكمل يوسف قائلًا: إن كان وجود وسائل التواصل الاجتماعي بشكلها الحالي تساهم في إخفاء البعض لشخصياتهم الحقيقية، فتغطية الافتراضية لحياتنا بشكلٍ كامل ستساهم وبقوة في إتاحة الفرص وفتح الأبواب المغلقة حاليًا أمام الانخراط في المجتمعات التي تختلف ثقافتها وعقيدتها ومعتقداتها عن الذي يعيش به -والتي قد تكون منحدرة أخلاقيًا أو دينيًا أو تسمح ببعض الممارسات غير المقبولة في مجتمعه- لمجرد التخفي، والإحساس بمزيد من الحرية. 

وهذا ليس بجديد، فهناك العديد من الأشخاص -خاصة الشباب- عند سفره لدول أوروبا أو أمريكا وغير متمسكين بعقيدتهم وأخلاقيات مجتمعهم؛ فينغمس مع ذاك المجتمع في كل معاملاته، وللأسف باتت بعض الأماكن بالداخل أكثر شراسة في انتهاك الأخلاقيات في مجتمعنا. 

ليس هذا فحسب، فنحن نفتقد مراقبة الأهل لأطفالهم ومراهقيهم في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تيك توك، فيتم حظر الأهل من حساباتهم ظناً منهم أنهم يتمتعون بمساحة من الخصوصية.

زيادة الوعي لمواجهة المواقع

عقب أسامة استكمالًا على رأي يوسف: بأن التكنولوجيا هي بالفعل سلاح ذو حدين، ولكن نأمل بزيادة الوعي لتجنب مساوئها وما قد تسببه لنا، بدلًا من رفضها كليًا -لأنها أصبحت أمرًا واقعًا- أو اقتصار استخدامها على التسلية فقط.  

توجد إحصائية لفيسبوك على 12500 شخص من 15 دولة ونتيجتها أنه يوجد 78% من الأشخاص الذين أكدوا بأن الـ(AR) هو شيء رائع، وممتع جدًا، خاصة في التفاعل مع العلامات التجارية. 

فمنذ جائحة كورونا والإغلاق التام الذي حدث في العالم كله، فاتجه إلى استخدام التكنولوجيا كبديل للعمل من المنزل باستخدام تطبيقات الاجتماعات مثل (Zoom, Google Meet, Microsoft Teams...etc)، فلولاها لكانت الكوارث والعواقب مهولة. 

على الجانب الآخر، ظهرت تقارير أخرى من هيئات بحثية في أمريكا تقول: العمل عن بعد على المدى الطويل، واستخدام التكنولوجيا في التواصل بدلًا من التواصل الواقعي؛ تسبب في تقليل الإنتاجية لدى الأفراد بشكل كبير.

 ولكن قال مارك في حديثه: "نحن لا نصنع شيء جديد يستنزف وقت أكثر، ولكن الميتافيرس عبارة عن فكرة  تساعدنا وتجعل من الأشياء التي نصنعها للتكون بشكل أفضل".

بدأنا في استقبال أسئلة من الحضور فسألت ريم: متى سيمكن أن نشتريه، وكم سيكون ثمنه؟

فأجاب أسامة: أن بالفعل توجد الآن بالأسواق العديد من المنتجات التي تسمح باستخدام الواقع الافتراضي والمعزز، وتتنافس كبرى الشركات في إنتاجها. فالأسعار تبدأ من 100 دولار إلى 3000 دولار، ولكن بالتطوير المستمر للتكنولوجيا واستقرار الصناعة، وزيادة المنتجات المطروحة بالأسواق، تلقائيًا يحدث هبوط في الأسعار.

توجد الآن نظارات (Oculus)، والتي استحوذت عليها شركة فيسبوك في 2014، وهي من أهم المنافسين للشركات التي تصنع الهاردوير لنظارات الـ VR، والتي ستكون داعمة وبقوة لتقنية الميتافيرس وتطبيق هورايزون. حاليًا، منتجات فيسبوك جميعها مجانًا لنا، ولكن مقابل بياناتنا والتي تحللها وتستفيد منها في الإعلانات. 

وأجاب محمد، أن الوطن العربي أو مصر لا تعد من دول العالم الثالث في التكنولوجيا -خاصة التي يستهلكها الأفراد- فبمجرد صدور الأيفون في أمريكا، يتواجد في مصر في نفس الوقت. فخلال ثلاث سنوات تقريبًا، ستكون تقنية الميتافيرس وكل ما يخصها من نظارات وأبلكيشن قيد التشغيل. 

كيف يمكن أن يتأثر مجال الإعلانات أو الميديا والعقارات والمبيعات وغيرها بوجود تقنية الميتافيرس؟

أجاب محمد: مفهوم الميتافيرس هو أن تنجز مهامك وروتينك اليومي باستخدام الواقع الافتراضي والمعزز، وأن يغطي جميع المجالات.

ففي مجال الإعلانات أو الميديا، فعلى سبيل المثال، سيكون تركيز كاتب المحتوى على توليد المزيد من الأفكار التي تتماشى مع المحتوى المرئي.  

في مجال البيع والشراء عامة سواء كان السيارات أو العقارات من أهم المجالات التي ستتأثر بهذه التقنية. فرضًا، أنا أرغب بشراء منزل بالعاصمة الإدارية، ولكن محل سكني بعيدًا عنها، ولا أمتلك الوقت الكافي لمعاينتها.

يقوم مالك المنزل بتصويرها بكامل تفاصيلها ووضعها الحالي بطريقة (3D Scan)، ثم يتم تحويلها ليتم عرضها عن طريق الـ VR، لتمكن المشتري المحتمل من التجول في المنزل وكأنه يقف بين جدرانه حقًا.   

يختلف هذا عن نموذج الـ 3D الذي يصممه مهندس الديكور أو المعماري، لأن هذا التصميم يكون قبل التنفيذ، ولكن هذا هو تحويل الواقع إلى نموذج ثلاثي الأبعاد.

 والأمر نفسه في بيع وشراء السيارات. فالفائدة تكمن هنا في توفير الوقت والمجهود وزيادة السرعة في اتخاذ قرار الشراء الذي يتوقف على المعاينة. 

                 

وحتى في مجال الفنون، فهناك فتاة روسية ترسم لوحات بالواقع الافتراضي، فمن الممكن أن يتطور الأمر إلى متاحف يزورها الناس مقابل رسوم. 

سأخذكم لرحلة في المستقبل القريب، فأنا أصحو من نومي أريد أن أحضر اجتماع عمل، وأقوم بمعاينة منزل أو سيارة وتبعد عني آلاف الكيلومترات، وأقوم بتمريناتي الرياضية، وأتابع وسائل التواصل الخاصة بي. فباستخدام الميتافيرس سأقوم بإنجاز كل تلك المهام في وقت أقل وتوفير الجهد المرهق.   

واستطرد يوسف معقبًا: بأن شركة ميتا تهدف لخلق نظام بيئي متكامل (ECO system)، فمثلًا في صناعة السيارات، إذا قامت شركة بإنتاج سيارة بقدرات فائقة فقط، فهي تقوم بتصنيع منتج فردي؛ أما إذا قامت بتصنيع السيارة، وتمهيد الطرق، وإنشاء محطات توليد طاقة، وما إلى ذلك فهي تقوم بخلق نظام بيئي متكامل يساعد الجميع على استخدام السيارة بكل أريحية.

هذا بالفعل ما تقوم به ميتا، ويعني ذلك توفير كل ما يساهم في انتشار التقنية على كل المستويات وفي كل المجالات، وليست مجرد تقنية فردية فقط. 

بالإضافة إلى تركيزهم على تأهيل المبرمجين والمطورين (Developers and Software Engineers) من خلال دورات تدريبية على كورسيرا وإيدكس، لتطوير حلول أفضل من الـ(Headset) مثل عدسات بها طبقات عديدة (layer)، وأكثر تعقيدًا، فهو أكبر من كونه مجرد تجميع للتقنيات الموجودة حاليًا.  

سأل ياسر، ما هى الخطوات التي يجب اتباعها أو مجال الدراسة للعمل بهذا المجال؟

أجاب محمد: في البداية، كل خبرة تكونها الآن ستحتاج إليها فيما بعد لا محالة، فمهما كان مجالك الحالي. فالطريقة التي تؤدي بها وظيفتك هي التي ستختلف فيما بعد. فمثلًا، إذا كنت تصمم إعلانات بالجرافيك (2D)، فستقوم بتصميم إعلانات لوضعها على المباني داخل لعبة  GTA المصممة للـ VR، وليست على صفحات السوشال ميديا والـ Billboards فقط.

إذا كنت مبرمجًا أو مطورًا، فسيكون عليك مهمة تطوير المواقع لتتماشى مع التصفح (Browsing) بنظارات الـ VR، وكذلك الشخص الذي يصمم الواجهة للموقع (UI).

وسأل محمود: كل المنصات الموجودة الآن مبنية على  المحتوى سواء كان مقروء نصيًا أو مرئيًا في فيديو، فهل سيتم الاستغناء عن هذه الأشكال واستبدالها أم أن شكل الفيديو مستقبلًا سيتغير؟ 

الإجابة المختصرة: نعم سيبقى المحتوى قائمًا بذاته، ولكن ستتطور الآلية التي تتلقى بها المحتوى، فقديمًا كنت تشاهد التلفاز، وتستمع إلى الراديو، ثم ظهرت أجهزة الكمبيوتر، والآن أنت تتلقى المحتوى بمختلف أنواعه على شاشة هاتفك، ثم سيكون من خلال عدسات ونظارات وهكذا.

وسألت دعاء: ما هي الوظائف التي ستكون مطلوبة بكثرة الفترة المقبلة؟

فأجاب محمد: كل المجالات يجب أن تحظى ولو بمجرد خلفية عن العالم الافتراضي، وعن شكل المستقبل من خلاله. فإلى جانب المصممين بمختلف تخصصاتهم، سيزداد الطلب وبقوة على صانعي المحتوى، محللي البيانات، المبرمجين والمطورين.

ختامًا/ فالميتافيرس لا يتمحور حول شركة ميتا وفيسبوك فقط، ولكنها عبارة عن تقنية تتسابق كل الشركات في استخدامها بطريقتها الخاصة، وتطبيقاتها المختلفة مثل جوجل وأبل ومايكروسوفت وغيرها، ونحن ننتظر ما سيحدث في المستقبل.