سويعاتٍ قليلة اشتملت على الآلاف وربما الملايين من المنشورات التي تتكلم عن نفس الموضوع، وأكثر من 50 مليون مستخدم حمّلوا برنامجًا في يوم ميلاده، وتسابق صناع المحتوى عليه للاستفادة منه واستثماره، والكثير من النقاشات والتساؤلات التي مازلت مستمرة إلى الآن عن تطبيق Threads التابع لتطبيقات Meta

 

نختلف على أسباب انتشار التطبيق وكل منا يُدلي برأيه، ولكن ما لا نختلف عليه إن كان "مارك زوكربيرج" استطاع أن ينشيء تطبيق سريع الانتشار وحظي باهتمام الملايين فإننا صُناع المحتوى نقدر على فعل ذلك وأكثر من خلال محتوى له ملمس سحري؛ المحتوى الفيروسي Viral Content سريع الانتشار هو الأكثر أهمية ورواجًا في تاريخ المحتوى التسويقي، سنخوض الرحلة سويًا لنتعرف على تفاصيل أكثر عنه وكيف تبدأ طريقك في تعلمه وتطبيقه.

 

ما هو المحتوى الفيروسي Viral Content؟

 

تمتد رحلة العلامة التجارية لسنوات ونجاحاتها تحكي عنها، وأول ما ترويه لنا هو علاقتها بالعميل وكيف تؤثر فيه يوم بعد يوم، ولا تستطيع الحفاظ على تلك العلاقة إلا لو كنتَ صانع محتوى طويل البال ومبتكر للطرق والأفكار، المحتوى الفيروسي دائمًا ما يكون قادرًا على إيصالك بسرعة لهدفك؛ لأنه أفكار تُروج ذاتيًا، تنتشر بين الملايين في غضون ثواني!

 

نقصد بالمحتوى الفيروسي  Viral Content المحتوى الذي ينتشر بسرعة من شخص إلى آخر كالفيروس، يتم إنشاؤه بحرفية وتخصص للتداول بين مستهدفيه، ولا سيما فإنه يحقق تفاعلًا واهتمامًا مضاعفًا بالمقارنة مع نتائج المحتوى العادي، وقد يكون هذا المحتوى صورة أو مقطع أو نص.

 

ما قبل البدء في إنشاء محتوى فيروسي 

 

تسبق مرحلة الكتابة خطوات أساسية يجب أن تفعلها بإتقان؛ لأهميتها وتأثيرها المباشر في الناتج النهائي للمحتوى، ولأنها تحدد مكانك وهدفك الذي تبغي الوصول إليه، يمكنك أن تقرأ عنها مقال 5 خطوات تسبق كتابة المحتوى

 

وتتمحور تلك الخطوات في بعض الأمور:

 

  • الخطوة الأولى: توليد أفكار مميزة وأخذ Creative brief واضح  للعلامة التجارية التي تكتب عنها. 
  • الخطوة الثانية: معرفة الفئة المستهدفة مهم أن تجمع كل المعلومات عنهم، وتحدد من تخاطب وتستهدف، ومقال داخل أعماق الفئة المستهدفة 
  • الخطوة الثانية: تحديد أهداف المحتوى التي عليها تقيس مدى نجاحك وتنهي عنك العبثية.
  • الخطوة الرابعة: اختيار مكان نشر المحتوى وعليه ستحدد نوعه المناسب سواء محتوى مقروء أو مسموع أو فيديو.
  • الخطوة الخامسة: معرفة هيكلة المحتوى بداية من العنوان المغناطيسي، والمقدمة، والموضوع، وأخيرًا خاتمة مميزة ومن ثَم الـ CTA.

 

لماذا المحتوى الفيروسي Viral Content؟

 

تنشأ رغبة ملحة من كل العلامة التجارية وحتى صانعي المحتوى الشخصي في إنشاء هذا النوع من المحتوى، لأنه يحمل بداخله كل وسائل تسويقه، ودعني أشاركك بعض الأسباب:

● سريع الانتشار

ينتشر المحتوى الفيروسي ويتوسع حتى بين الذين لا يعرفون العلامة التجارية، وتصبح رسالة المحتوى متداولة ومؤثرة على كثيرين حتى من غير إداركهم لذلك، وهو فرصة لتوسيع نطاق عملك بين المستهدفين لكن هي أيضًا فرصة لإضافة العلامة التجارية في مجتمع جديد لا تستطيع إدراجه في إعلاناتك الممولة.

 

● تكلفة منخفضة 

من المعتاد أنك لو رغبت في نيل الكثير من التفاعل على محتواك فأنت بحاجة إلى الإعلانات الممولة، ولكن المحتوى الفيروسي سيوفر لك هذه التكلفة فلست بحاجة أن تدفع الكثير من الأموال في الإعلانات الممولة بل يكفيك أن ترسله لشخص واحد وهو سيقوم بالمهمة!

 

● قوي التأثير

يستطيع المحتوى الفيروسي أن يؤثر في المستهلكين بشكل غير واعي، خاصة إن كان يعتمد على السرد القصصي أو المحتوى الفكاهي، كل هذا سيؤثر كثيرًا في المتابع في فعل الـ CTA الذي تريده، وأيضًا سيربطه بك لتتميز عن منافسيك.

 

أمثلة عن المحتوى الفيروسي داخل عالمنا الميديستاوي

 

أنتج فريق عمل ميديستا الكثير من الأفكار والمحتويات التي هدفها الأول مساعدتك وتقديم الدعم والعلم لصُناع المحتوى، وبعض تلك الأفكار لاقت رواجًا وتأثيرًا أكثر من غيرها؛ وذلك لما تحويه من سمات المحتوى الفيروسي، وفيما يلي نشاركك أمثلة منها:

 

  • تهنئة العيد عندنا مختلفة، نختصر لك أحداث العيد في ورقة مجلة، نتكلم عن شيء تهتم به ويترك بسمة على وجهك.

 


 

 


 

 

6 نصائح لكي تبدأ في إنشاء محتوى فيروسي Viral Content

 

1- اسرق انتباه المستخدم

هذا النوع من المحتوى يتطلب عليكَ أن تملك قوة جذب خاصة جذب القارئ، فيمكنك فعل هذا من خلال اختيار عنوان مغناطيسي، اختيار الكلمات اللافتة للنظر والأمور الجديدة والصادمة، ومن المؤكد أنك لن تملك تلك القوة من مرة واحدة؛ لذلك فكن دائم البحث عن ما يشد الفئة المستهدفة.

2- أدخل الجانب العاطفي

كل البشر عاطفيون، وكلنا فطريًا نتأثر بما هو عاطفي سواء كان فرح أو حزن أو غيرها من المشاعر، وفي محتواك يتطلب عليك ليس فقط أن تدخل العاطفة بل أن تثير في داخلهم تلك العواطف بشكل مختلف عن المعتاد، يتفاعلون معك بكل إرادتهم أو باللاوعي الخاص لديهم!

3- اجعل محتواك تفاعلي

نحن نشارك ما نهتم به، وجمهورك لا يريد أن يكون المتلقي دائمًا؛ لذلك حاول أن تجعله يتفاعل معك وتنشئ محتوى يتعلق به ويعبر عنه لكي يشاركه في محيطه ومع أصحابه، والمفتاح هنا أن تعرف أكثر عنه، وتعيش معه يومًا من أيامه لتعرف فيما يفكر، وما الذي يهتم به.

4- أنشأ محتوى فكاهي

يُعد الكثير من مستخدمي مواقع التواصل هدفهم الأكبر هو قضاء وقت مسلي والترويح عن أنفسهم، وكما أن الشخص خفيف الظل هو المميز بنكاته وعبارته في جلساتنا، فكذلك ناشئ المحتوى الفكاهي فهو يحظى على تفاعل كبير، وسهولة المحتوى وصغره يساعد على توسيع نقاط انتشاره.

5- محتوى قصير لا يضل طريقه

الكثير من صناع المحتوى يهوون الكتابة والاستفاضة ولكن يسرني أن أقول لك عزيزي الميديستاوي أن المتابعين لا يقرءون إلا القليل، وغالبًا لو أطلت المحتوى من غير أن تجذب الفئة المستهدفة فللأسف ستهرب منك بعد أول سطر!

أحد ما يميز المحتوى الفيروسي هو صغر حجمه وسرعة رؤيته سواء كان محتوى مكتوب أو بصري؛ فاعتمد في محتواك على العامل البصري بكثرة سواء في فيديو أو صورة.

6- السرد القصصي 

السر يكمن في الـ Story-telling والقصص تُلهم الإنسان وتجعله يهتم وينجذب أكثر من الكلام السردي، وكما نقول دومًا: "أنا أروي قصة، إذا أنا موجود!"، فاستخدام القصة في المحتوى الفيروسي لعلامتك التجارية يثبت وجودها وقتها.

 

وعندما تشد العزم وتحقق تلك النصائح التى وضحناها لك، هناك طريقان يمكن أن تسير بهما:

  • تعرض ما هو جديد ومختلف ولكن بطريقة بسيطة وسلسلة.
  • تستثمر فيما هو مألوف ومعتاد ولكن تعرضه بطريقة جديدة.

 

انتبه | ما يجب مراعاته عند إنشاء محتوى فيروسي

 

استخدام المحتوى الفيروسي سلاح ذو حدين، يمكنك الاستفادة منه بتوسيع جمهورك وانتشارك على نقاط أوسع، أو خسران الجمهور والهوية، وأيضا محاولاتك لإنشاء محتوى فيروسي التي لا تصل للنجاح الذي تتوقعه فتمل الطريق.

 

أعددنا لك بعض النصائح لتذكر نفسك بها قبل وبعد الإنشاء:

  1. حلل كل ما تراه

 لا يأتي الإبداع من العدم، ونحن غالبًا لا نقوم بتوليد الأفكار وخلقها بل تكمن مهارتنا في مزج الأفكار ببعضها، وقدرتنا على إضافة الملمس السحري الخاص الذي يميزنا، فلا تمل مع متابعة الماهرين والمتميزين في المجال سواء كشركات أو أفراد وحلل ما تراه من محتواهم.

 

يمكنك التحليل عن طريقة تحديد هدف المحتوى وطريقة التسويق المستخدمة، هل هو مناسب للفئة المستهدفة، لما تفاعل أو لم يتفاعل معه المشاهد، ما الذي أثاره المحتوى في المتابعين حتى تكون هذه استجابته وغيرها.

  1.  تعلم من محاولاتك السابقة

في أغلب الظن لن تنجح محاولتك الأولى في إنتاج محتوى فيروسي يلقى انتشارًا مهولًا كما ترغب؛ لأن التطبيق هو أهم ما يوجد في كل خطوات الإنشاء، فتعلم واقرأ معلومات وابدأ في تطبيق النصائح التي شاركناها معك في خلال المقال ومع كل هذا كثّف محاولاتك في التطبيق وتعلم من محاولاتك لتصل إلى ما هو أفضل.

 

  1. لا تخسر هويتك وأنتَ تبحث عن الانتشار

المحتوى وسيلة وليست غاية، ذكر نفسك بهذه الجملة، ولا تجعل الرغبة في الرواج والانتشار تجعلك تسبب الضرر لعلامتك التجارية أو الشخصية، ولا تفكر في استغلال كل ما هو رائج لزيادة المتابعات؛ فإن هذا على المدى البعيد يفقد ثقة العملاء فيك ويشوه من هويتك.

 

وأخيرًا، المحتوى الفيروسي هو الأول في أنواع المحتوى المتواجدة في التسويق الرقمي، ويستحق بذل الوقت لإتقانه وإنشاءه كما يجب؛ لتحظى بثمار انتشاره وتميزه عن باقي المحتوى المتواجد في السوق. ننتظر أن تشاركنا في التعليقات: هل قمت بإنشاء محتوى فيروسي قبل ذلك؟ وفي أي مجالٍ كان؟